_ الفصل التاسع _
_ الا تبادل المشاعر ! _
_ ياقلبه افرح اليوم ، فالغد ملئ بالمصائب _
كانت حفلة الخطبة ستقام بـ حديقة منزل عدنـان ، جاءت هانيا منذ الصباح لـ المنزل حتي تستعد لـ التجهز ، كان معها مجموعة من المساعدين ، كذلك اؤلئك الذي يرسمون الاوجهه بمستحضرات التجميل ببراعة ، بوسط ساعدتها بأن اليوم خطبتها ، كان هناك شيئا ينغص عليها تلك السعادة ، ذلك المنزل يضيق علي صدرها
وهي تتأمل ارجاءه شعرت بالاختناق ، شعور انه المكان الذي وُلد وتربي فيه قاتل يذبحها ، وقاتل من ؟! اخيها الحبيب
اصرت علي شيئا ضروريا بنهاية الموضوع ، وهو انها ستسكن في مكانا خارجيا عن حدود ذلك المنزل
بالنسبة لسراج ستجعله يوافق بكل نفسا راضية
فهي هانيا ، تلك التي بات يعشقها ..
طرق نور الدين باب غرفة سراج ثم دخل بعدما سمح له ، وجد اخيه جالسا بأستراخ علي فراشه ، يبتسم دون سبب ، ضحك دون شعور منه وهو يراه بتلك الحالة
هتف سراج عندما لمحه:-
_تعالي يانور اقعد جنبي
جلس بالفعل بجواره ، بنفس جلسته المستريحة قائلا:-
_مبروك ياعريس
بسعادة ظهرت جليا في صوته:-
_الله يبارك فيك .. عقبالك يانور يااخويا يارب
نور الدين بمشاغبة:-
_نخلص منك انت الاول بس
قال بملامح ممتعضة مصطنعة:-
_للدرجة دي بتحبني !
راح يدغدغه في حركه كان يفعلها كثيرا بالماضي عندما كانا صغارا ، راحت ترتفع ضحكات الاخر بقوة بينما همس نور الدين بحب صادق:-
_بعشقك مش بحبك بس والله
بعد ارتفاع اذان المغرب ، بدا ضوء الصباح بالاختفاء ، راحت الاضواء الاصطناعية تسطع ، كان مظهر الحديقة في قمة البهاء والجمال ، وقفت نجوان بجوار نور الدين امام بوابة المنزل ، ليستقبوا الحاضرين ، كانت هي الاخري جميلة جدا ، لوهلة شرد بها نور الدين عندما رأها
لكن لحظات وعاد يرسم البرود علي ملامحه من جديد
ارتفع صوت التصفيق فـ التف نور الدين ببصره لـ الداخل ، وحد شقيقه يظهر وبيده هانيا ، الاثنين ساحرين ، في غاية الجمال
علقت عيونه علي اخيه بحب ، شعر انه سيقترب من البكاء ان ظل يراقبه هكذا ، لذلك ابعد بصره عنه ، فوقعت عيونه علي تلك التي ستمسي خطيبة اخيه بعد لحظات
كانت باهرة ، لم يستطيع ان يخفي اعجابه بطلتها ، جمالها جذاب للغاية ، نظر لها في نصب عيونها
وجدها هي الاخري تنظر له ، كانت نظراتها محترقة ، شعر كأنها تلقي سهاما سامة بأتجاهه ، تتمني لو ان قفزت ووصلت له ثم قتلته فورا
لا يعلم لكنه بالفعل شعر بذلك اثر عيونها الناظرة له بشراسة
همس سراج لـ هانيا ، بعدما جلسا علي مقعدهم الخاص:-
_انا عايز الحفلة تخلص
طالعته بأستغراب فتابع هو:-
_الكل عيونه عليكي وانا مش مستريح
ضحكت بخفة عليه ولم ترد ، لكن هو حقا بقي متحفزا لاي عيون تنظر لهم ، تلك التي تجاوره خاصة به وحده
لا يحق لغيره ان ينظر لها حتي …
تنهدت ملك بحزن وهي تراقبهم من بعيد ، هانيا تخرج من عيونها انذارات الحب واضحة ، يظهر علي ساعدتها الحقيقية فرحتها بالامر ، لكنها رغم ذلك ستفعل وستنتقم
تقدمت منهم اخيرا ومعها نيرمين عمة سراج ، بـ يد نيرمين كان هناك مغلفا رقيقا ازرق اللون ، بداخله طقم من الالماس الصافي ، يعد شبكة لتلك العروس
وصلوا لهم وبدأت العيون تنظر لهم بحماس ، تجمع البعض حولهم كذلك
امسك يدها وضع فيها خاتما ماسيا غير ذلك الذي وضعه يوم ان اعترف بالحب ، ثم دبلة اخري رقيقة
كذلك شبك حول رقبتها عقدا من الالماس كان ملاءما لبشرتها الخمرية الفاتحة جدا
امسكت هي يده ، ادخلت فيها محبسه الفضي
وبهذا تم الاعلان عن خطبتهم سويا ،
اعلان علي نجاحها لحتي الان ، فهو يقبع بين يديها ، بين دائرة مخططاتها ، كما يقبع اصبعه بين دائرة فضية صغيرة …. تستطيع ان تتلاعب به الان كما تريد
كانت نيرمين تتحرك بين الحاضرين بخفة ، رسمت بسمة جميلة علي شفتيها كذلك ، تتأكد من راحتهم وما الي هذا ، وقفت فجأة وهي تري السيد محمود امامها ، لم تراه منذ ان جاء من الخارج ، حاولت ان لا تتجمع طرقهم
فكانت تعرف ان ما تشعر به الان كان سيحدث سابقا فكان من الافضل الا تقابله
ها هو قلبها ينبض بعنف ، تعرقت اطراف اصابعها اثر خجلها البين ، لا تعلم لكنها شعرت وكأنها مراهقة تقابل حبيبها لـ اول مرة
قطع اخر خطوات تفصل بينهم هو ، ثم خرج صوته بشوق:-
_نيـرميـن
اغمضت عيونها لفنية من الزمن بحنين ثم فتحتها ، لم تعرف ماذا عليها ان تفعل ، وجدته يمد يده لها ، فأصابها الارتباك ، وهي تمنحه يدها كذلك
قشعريرة اصابتها من اعلي عمودها الفقري لنهايته عندما تلامست ايديهم
لمح نور الدين ونجوان .. الاثنان ، فأسرع نور الدين لهم يعلم خجل عمته واحراجها فأسرع لها ليساعدها في محنتها
مد يده لـ السيد محمود عندما وصل و قال باسما:-
_نورتنا يامحمود بية
افلت يده من نيرمين ووضعها بين يديه مجيبا:-
_بنورك يانور يابني
ثم اقتربت نجوان تحتضنه بحب كذلك
بينما استأذنتهم نيرمين سريعا واختفت بارتباك وعيون السيد محمود تراقبها بعشق…
****
_ لازالت الكوابيس تراوده _
الايام تمر بسعادة صباحا ، ابتعد عن كل سئ بفضلها ، اقتلع التدخين ، ابتعد عن الخمر ، هجر السهر ، باتت هي محور حياته ، يحب ان يسمع صوتها بالصباح بعد ليلا ملئ بالكوابيس
نعم كوابيس لم يقصها عليها لحتي الان ، زادت فجعة الكوابيس بعدما ظن انها انتهت علي يدها ، ذلك الحادث الذي كان سيفعله بيوما ما ، ادخله في نزاعات من السواد ، بات يخشي الظلام بسبب تلك الكوابيس
الدم عندما يلمحه يصابه الجنون ، لذلك نور الدين منذ وقت الحادث يمنع الجميع من مشاهدة افلام الرعب ، وغيرها
لا يمر يوما الا اذا تقابلا ، ولا يمر يوما الا اذا كان يزداد حبها في قلبه اكثر ، كثرت مفاجأته الشيقة ، علم انها لا تهتم بالمال بقدر السعادة
فدوما كان يسعدها بابسط الاشياء التي كان يعلم انها تعني لها الكثير
_غمضي عيونك
قالها لها وهو يخرج من اسفل طاولة المطعم صندوقا ورقيا ، حجمه متوسط ، فعلت هي ما امر ، نزع عن الصندوق غطاءه ثم همس:-
_افتحي عيونك
فعلت ما قال فوقعت عيونها علي قطا ابيض اللون ، عيونه زرقاء ، كان حجمه صغير للغاية ، كادت تصرخ من فرط حماسها لكنها باللحظة الاخيرة وضعت يدها علي فمها
مدت يدها تخرجه من خارج الصندوق ، ثم قالت وهي تتحسسه:-
_دا ليا انا ؟!
اؤما بنعم وعلي وجهه بسمة واسعة لـ الغاية و:-
_ملك قالتلي عن قطك اللي مات وانك مش لاقيه نفس نوعه ، حاكتلي عن زعلك عليه ، دورت علي النوع كتير واخيرا لقيته
احتضنت القط بيدا واحدة ثم مدت اليد الاخري تمسك بها خاصته ، نظرت لعيونه تقول بصدق:-
_شكرا ، شكرا لانك بتقدملي كل حاجة بتبسطني من غير مقابل
ربت علي يدها الماسكة ليده ، بيده الاخرة مجيبا:-
_المقابل بتاعي واللي بيسعدني ضحكتك وسعادتك ياهانيا ، كل ما بتفرحي انا بفرح ، وانا عايز افرح فبفرحلك
صمت ثم اكمل بجدية:-
_لو انا استنيت مقابل لكل حاجة بعملهالك غير سعادتك ، يبقي انا مش بعملها علشان بحبك ، كدا ببقي بعملها علشان تتردلي بطريقة تانية ، دا كدا مسمهوش حب ، اسمه تبادل منفعة ، تبادل هدايا ، تبادل كل حاجة … الا تبادل المشاعر
ابتسمت لحديثه الجاد ، ثم نظرت له بتقدير اكبر ، هو ليس كما يظهر ابدا ، كـ شاب مستهتر ، تافه ، لعبي
بل هو رزين لـ الغاية وبخصوص قصص الحب والمشاعر تخرج من فمه الحكم وقتها …
****
امسك نور الدين كوبا من الشاي اخذ يرتشف منه وهو يقرأ كتابا بـ مكتبه الموجود بالمنزل ، انتهي منه فمد يده به ليضعه علي الطاولة ، كانت عيونه مازالت ناظرة لـ الكتاب منتبها له ولكلماته الشيقة
لكن بدلا من ان يضع الكوب علي الطاولة وضعه علي الـ لا شئ فـ سقط علي الارض
انتفض تاركا الكتاب ثم اتجه لـ الارضية
راح يلمم قطع الزجاج بعجل ، بالخطأ جرح اصبعه جرحا غائرا ، قد دخل فيه ايضا قطعه صغيرة من الزجاج
ضغط علي اسنانه بوجع ، ترك كل ما قام بجمعه
وتوجه لـ الخارج فورا ، كانت نيرمين ونجوان يجلسا ببهو المنزل كالعادة
هتف وهو يمسك يده بيده الاخري:-
_عمتي عايز…..
قطع حديثه دخول سراج لـ المنزل انتبهوا له ، نظر نور الدين لـ يديه التي راحت الدماء تنزف منها ، قبل ان يخفييها خلف ظهره لمحها سراج ، تطلع لها بهلع واضح
واتسعت عيونه ، تنهد نور الدين بقلة حيلة ولم يعرف ماذا عليه ان يفعل ، تناسي وجعه سريعا متقدما منه وهو يقول بصوت هامس:-
_سراج .. سراج انت سامعني
راح سراج يهز رأسه بعنف وهو مغمضا عيونه صائحا:-
_دم .. دم ، متموتش ارجوك متموتش
طالعته نجوان بعدم فهم وحزن ، اما نيرمين فأخذت ترمقه بقهرة ، ظل يلكزه نور الدين بكتفه بعنف لعله يفتح عيونه ، بالفعل فتحها واول ما وقع نظرة عليه يـد نور الدين الجريحة وقطرات الدماء التي تتساقط منها
فلم تمر لحظات عليه حتي كان يسقط علي الارض بتعب وهو يهمس:-
_انا السبب ، انا السبب
_مش بيرد
نطقت بها هانيا بضيق وهي تجول الغرفة ذهابا وايابا امام ملك الناظرة لها بضيق ، عادت تحادث ياسر مرة اخري لكن ايضا لا يوجد رد
خرج صوت ملك المتضايق:-
_انتي لسة مصرة تعملي اللي في دماغك دا !
اؤمات بنعم بتأكيد واصرار ، فصرخت ملك:-
_حرام عليكي تدميريه كدا ياهانيا
هانيا بصراخ مماثل هي الاخري:-
_وهو مكنش حرام عليه لما قتل اخويا ، والله اعلم قتل مين غيره والبية الكبير داري عليه عملته زي ما عمل مع اخويا
ملك:-
_ممكن ميكونش قتله ، اية يثبتلك ان كلام الراجل دا صح
جلست علي مقعدا يوجد بغرفتها هامسة:-
_لانه مش هيكدب عليا من غير سبب ، بعدين انا بقولك شوفته ، شوفت العربية وهي بتخبط اخويا ياملك في الفيديو
تنهدت ملك بضيق ، لا تعلم ماذا عليها ان تفعل
لكن لحظاتت وعادت تقول:-
_بس انتي بتحبيه ياهانيا !
قالت بعيون غاضبة ، ملامح مليئة بالكره:-
_مش معني اني بحبه اني هضيع دم اخويا
عَلي رنين هاتفها اخيرا بأسم ياسر ، امسكته واجابت سريعا:-
_الـو ياياسر ، جهزتلي طلبي ؟ زي ما اتفقنا عايزة الكمية الكافية اللي تخلي الواحد مدمن …
****
ياتري هانيا ناوية علي اية بالظبط ؟
اترك رد